إن زيادة الوزن لا تؤدي فقط إلى زيادة وزن القطط، بل تُسبب أيضًا أمراضًا مختلفة، بل وتُقصر عمرها. للحفاظ على صحة القطط، يُعدّ التحكم السليم في كمية الطعام المُتناولة أمرًا بالغ الأهمية. تختلف احتياجات القطط الغذائية خلال مراحل الطفولة والبلوغ والحمل، لذا يجب علينا ضبط كمية الطعام المُتناولة بدقة.
التحكم في تناول الطعام للقطط الصغيرة
تحتاج القطط الصغيرة إلى طاقة وكالسيوم عاليين بشكل خاص لأنها تمر بمرحلة نمو سريع. في غضون أربعة أسابيع من الولادة، يتضاعف وزنها أربعة أضعاف. تبلغ احتياجات القطة الصغيرة اليومية من الطاقة حوالي 630 ديسيجول، وتنخفض هذه الاحتياجات مع التقدم في العمر. عندما تتراوح أعمار القطط الصغيرة بين تسعة واثني عشر أسبوعًا، تكفيها خمس وجبات يوميًا. بعد ذلك، ستنخفض أوقات وجباتها اليومية تدريجيًا.
التحكم في حصة طعام القطط البالغة
في عمر تسعة أشهر تقريبًا، تصبح القطط بالغة. في هذا العمر، لا تحتاج إلا إلى وجبتين يوميًا، وهما الفطور والعشاء. أما القطط طويلة الشعر وغير النشطة، فقد تحتاج إلى وجبة واحدة فقط يوميًا.
بالنسبة لمعظم القطط، تناول عدة وجبات صغيرة أفضل بكثير من وجبة واحدة كبيرة يوميًا. لذلك، يجب توزيع كمية الطعام اليومية المناسبة لقطتك بشكل معقول. يبلغ متوسط احتياجات الطاقة اليومية للقط البالغ حوالي 300 إلى 350 كيلوجول لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
التحكم في كمية الطعام أثناء الحمل/الرضاعة
تحتاج القطط الحامل والمرضعة إلى طاقة متزايدة. تحتاج القطط الحامل إلى كمية كبيرة من البروتين. لذلك، يُنصح مُلّاك القطط بزيادة كمية طعامهم تدريجيًا وتوزيع وجباتهم الخمس يوميًا بشكل متوازن. يعتمد استهلاك القطة للطعام خلال فترة الرضاعة على عدد القطط، والذي يتراوح عادةً بين ضعفين وثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية.
إذا كانت قطتك منعزلة عن الناس وتفضل الاختباء والنوم في مكان واحد بمفردها، فراقب وزنها. فكما هو الحال مع البشر، فإن زيادة الوزن لا تُسبب السمنة فحسب، بل تُسبب أيضًا العديد من الأمراض، بل وتُقصر عمرها. إذا لاحظت أن قطتك تكتسب وزنًا كبيرًا، فمن الجيد لصحتها تقليل كمية طعامها اليومية مؤقتًا.
العلاقة بين طرق التغذية وسلوك تغذية القطط
عند إطعام الكلاب والقطط، من المهم تذكر أن تجاربهم الغذائية السابقة والحالية تؤثر على اختيارهم لطعام القطط. في العديد من الأنواع، بما في ذلك القطط، يمكن أن تؤثر نكهة وملمس النظام الغذائي في البداية على اختيارهم لاحقًا. إذا تم تغذية القطط بطعام ذي نكهة معينة لفترة طويلة، فستكون لديها حساسية تجاه هذه النكهة، مما يترك انطباعًا سيئًا بأنها من الصعب إرضاؤها. أما إذا غيّرت القطط طعامها باستمرار، فلن تبدو من الصعب إرضاؤها بنوع أو نكهة معينة.
أظهرت دراسة مورفورد (1977) أن القطط البالغة السليمة والمتكيفة جيدًا ستختار نكهات جديدة بدلاً من نفس طعام القطط الذي تناولته في طفولتها. وقد أظهرت الدراسات أنه إذا اعتادت القطط على طعام القطط كثيرًا، فإنها ستحب الجديد وتكره القديم، مما يعني أنه بعد إطعامها نفس طعم طعام القطط لفترة من الوقت، ستختار طعمًا جديدًا. هذا الرفض للأذواق المألوفة، والذي يُعتقد غالبًا أنه ناتج عن "رتابة" أو "تعب" نكهة طعام القطط، هو أمر شائع في أي سلالة من الحيوانات الاجتماعية جدًا والتي تعيش في بيئة مريحة. ظاهرة شائعة جدًا.
ولكن إذا تم وضع القطط نفسها في بيئة غير مألوفة أو جعلها تشعر بالتوتر بطريقة ما، فإنها ستصبح منفرة تجاه الجديد، وسترفض أي نكهات جديدة لصالح نكهاتها المألوفة (برادشو وثورن، 1992). ولكن هذا التفاعل ليس مستقرًا ودائمًا، وسيتأثر بمذاق طعام القطط. لذلك، فإن مذاق أي طعام ونضارته، بالإضافة إلى مستوى جوع القطة وتوترها، مهم جدًا لقبولها واختيار طعام قطط معين في وقت معين. عند تغيير نظام القطط الغذائي إلى أنظمة غذائية جديدة، يتم اختيار الطعام الغرواني (الرطب) بشكل عام على الطعام الجاف، ولكن بعض الحيوانات تختار طعامها المألوف على الطعام المعلب غير المألوف. تفضل القطط الطعام الدافئ بشكل معتدل على الطعام البارد أو الساخن (برادشو وثورن، 1992). لذلك، من المهم جدًا إخراج الطعام من الثلاجة وتسخينه قبل إطعامه للقطط. عند تغيير طعام القطط، يُفضل إضافة الطعام الجديد تدريجيًا إلى الطعام السابق، بحيث يمكن استبداله بالكامل بالطعام الجديد بعد عدة وجبات.
وقت النشر: ٣١ أغسطس ٢٠٢٣